==========HEADCODE===========

قسم الفلسفة السنة الثالثة تانوي مقالات فلسفية جاهزة للسنة الثالثة ثانوي - دروس في الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي - ملخصات في الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي

إضافة رد
قديم 12-26-2013, 11:00 AM
  #1
الاستاذ
المدير العام
 الصورة الرمزية الاستاذ
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
العمر: 33
المشاركات: 36,745
افتراضي طبيعة الذاكرة هل هي فردية و ذاتية أم اجتماعية

طبيعة الذاكرة هل هي فردية و ذاتية أم اجتماعية
طبيعة الذاكرة هل هي فردية و ذاتية أم اجتماعية
طرح المشكلة: تعتبر الذاكرة وظيفة ذهنية و نفسية تسمح بتخزين و حفظ و استرجاع المعارف و الصور و التجارب الماضية، لكن حفظ الذكريات و مكان تخزينها اختلف حوله الفلاسفة و علماء النفس وتعددت آراءهم فمنهم من يرى أنهاتعود الى فاعلية الفرد و إمكاناته الذاتية ومنهم من يعتبرها ذات طبيعة اجتماعية من هنا نتساءل: هل التذكر هو إعادة الصور الماضية في الحاضر بواسطة الأطر الاجتماعية ؟ أو بعبارة أخرى هل التذكر استحضار للماضي أم هو إعادة بنائه ؟
محاولة حل المشكلة: منطق الأطروحة: الذاكرة وظيفة فردية وقدرة ذاتية تمكن الانسان من الاحتفاظ بماضيه و استرجاعه عند الحاجة سواء تعلق الأمر بتخزينها في تلافيف الدماغ( أي خلايا القشرة الدماغية) أو دور الحياة النفسية في تنشيطها على نحو ذاتي محض، و أهم من مثل هذا الاتجاه عالم النفس الفرنسي ريبو و مواطنه هنري برغسون.
الحجج: الموقف المادي ( ريبو ): و حجته أن التذكر وظيفة عضوية ترتبط بالدماغ فالذكريات تخزن على خلايا القشرة الدماغية وعند إصابة الدماغ يتبعها فقدان جزئي أو كلي للذاكرة، فحفظ الذكريات يشبه حفظ الموسيقى في الاسطوانة و أي تلف مادي يصيب هذه الاسطوانة يتبعه تلف في الموسيقى و الأمر نفسه ينطبق على الذاكرة و هذا ما جعل ابن سينا يقول عن الذاكرة : « انها قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ »و أيضا الفيلسوف الفرنسي ديكارت في قوله : « الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم »، و ما يثبت ان الذاكرة فردية و لا دخل للمجتمع بها هو الأمراض التي تصيبها بسبب تلف الخلايا العصبية كمرض الحبسة Aphasie و هو العجز عن الكلام حيث اكتشف جراح الأعصاب الفرنسي بروكا Broca (1824-1880) منطقة في النصف الأيسر للدماغ أطلق عليها فيما بعد منطقة بروكا و هي مسؤولة عن التعبير اللغوي ( الكلام ) ففي الحبسة يحدث زوال جزئي أو كلي لوظيفة الكلام مع سلامة جهاز النطق و تتمثل في فقدان القدرة على النطق أو فهم الكلام المنطوق او المسموع. كما ان حدوث نزيف في الفص الجداري الأيمن يحدث فقدانا للمعرفة الحسية اللمسية في الجهة اليسرى فالمصاب لا يتعرف على الأشياء و لا يتذكرها و لو كان يحس بجميع جزئياتها مثال ذلك الفتاة التي عالجها طبيب الأمراض العقلية الفرنسي دولي ( 1907-1987) Delay و التي أصيبت برصاصة في الجهة اليمنى من دماغها فأصبحت لا تتعرف على الأشياء التي توضع في يدها اليسرى بعد تعصيب عينيها رغم انها بقيت تحتفظ بالقدرة على الإحساسات اللمسية و الحرارية و الألمية و على مختلف الفروق في الشدة و الامتداد فإذا وضع مشط مثلا في يدها اليسرى و صفت جميع أجزائه و عجزت عن التعرف إليه و بمجرد أن يوضع المشط في يدها اليمنى فإنها تتعرف إليه بسرعة كجميع الناس. إضافة الى أن التجربة تثبت أنّ للاختلال الهضمي و دوران الدم و الجهاز التنفسي تأثيرا في التذكر و أن بعض المواد التي تهيج الجملة العصبية أو تسكنها تنبه الذاكرة أو تضعفها كالمخدرات و هرمون الأدرينالين.
الموقف النفسي (برغسون): و حجته تتعلق بالذاكرة المحضة النفسية، فالتذكر وظيفة نفسية تتدخل فيها جميع الملكات العقلية كالتخيل و الانتباه و الذكاء وهي تمثل حالة شعورية نفسية خالصة تنطلق من الماضي الى الحاضر فتعيد إحياء الماضي دفعة واحدة فهي تستحضره في الشعور بتفاصيله دفعة واحدة و يقدم برغسون مثال حفظ قصيدة شعرية فلحفظها يجب تكرارها عدة مرات وهذه العملية مرتبطة بالجملة العصبية (الدماغ) أما استحضار الظروف و الحيثيات المصاحبة للحفظ فهو ذاكرة محضة لان هذه الظروف لا تتكرر مثل كوني حفظت هذه القصيدة في يوم من أيام فصل الخريف بينما كنت جالسا على كرسي في حديقة عمومية لونه أخضر فهذه الحيثيات لا تتكرر و هي تمثل صورا فريدة حيث يقول برغسون: « إننا لا نتذكر ?لا أنفسنا ». كما أن الذكريات تتردد و تنتقل بين الشعور و اللاشعور و الدماغ يعتبر أداة استحضار فالذكريات الغير مستغلة تشق طريقها نحو اللاشعور و تعتبر الأحلام خير دليل على البعد النفسي و الفردي للذاكرة و نظرية الكبت لدى فرويد خير شاهد على ذلك فقد جعل النسيان دليل على اللاشعور مثال ذلك ان نحلم بشخص عزيز انقطعت علاقتنا به و لم نره منذ سنوات عديدة. إضافة الى ان الاهتمام و الرغبة و الميول الشخصية كلها عوامل نفسية ذاتية في تثبيت الذكريات و استرجاعها فالأغنية التي تؤثر فينا نفسيا و تعبر عن مشاعرنا نحتفظ بها بسهولة و يسهل علينا حفظها بخلاف تلك التي لا تعبر عن مشاعرنا.
النقد: على الرغم من أهمية العوامل العضوية و النفسية في حفظ الذكريات ?لا أننا قد نعجز عن استحضار الماضي و إعادة بناءه لذلك لا بد من الاستعانة بالمحيط الاجتماعي في ذلك فالتفسير المادي سطحي وساذج فالذكرى قبل ان تكون ذكرى كانت عبارة عن حالة شعورية عاشها الانسان في الماضي و عليه لا يمكن القول بان هذه الحالة الشعورية تتحول الى حالة مادية كما يدعي ريبو زيادة على ذلك لو افترضنا أنها موجودة في الدماغ فكيف يمكن ان يتحول ما هو مادي الى ما هو شعوري على اعتبار انه عندما يتم استرجاع الحادثة تصبح حالة شعورية و القرار بذلك مخالف لمبدأ الهوية فالشعور شيء معنوي فهل يمكن ان يتحول ما هو معنوي الى ما هو مادي؛ و ما هو مادي الى ما هو معنوي ؟ ان هذا مستحيل وأيضا التفسير النفسي للذاكرة يقوم على طابع ميتافيزيقي فلسفي فهو لا يقدم لنا إجابة عن السؤال المشكل أين تحفظ الذكريات ؟ فقولهم ان الذكريات الغير مستعملة تحفظ في اللاشعور قول غامض لان فرضية اللاشعور أيضا مجرد فرضية فلسفية لم يؤكدها العلم حتى ان هناك من رفضها تماما .
نقيض الأطروحة: التذكر هو إعادة بناء الحاضر بواسطة الأطر الاجتماعية ( اللغة، العادات ؛التقاليد، الأحداث التاريخية ...) موقف هالفاكس+ بيار جاني، فالفرد بمثابة وعاء يتلقى حصيلة تأثيره لا غير، و الماضي يحفظ في ذاكرة المجتمع.
الحجج:?ن معظم خبراتنا الماضية من طبيعة اجتماعية و هي تتعلق بالغير و نسبة ما هو فردي فيها ضئيل للغاية حيث يقول هالفاكس : « عندما أتذكر فان الغير هو الذي يدفعني الى التذكر لان ذاكرته تساعد ذاكرتي كما تعتمد ذاكرته على ذاكرتي »و قد ورد ذلك في كتاب هالفاكس “الأطر الاجتماعية” للذاكرة. فمساعدات الذاكرة حسب هافاكس هي عوامل من طبيعة اجتماعية. فنحن نعيد بناء الذكريات بالاستناد إلى أحداث اجتماعية كبرى لأننا نشارك في الحياة ال****ية. فالأعياد والمواسم والدخول إلى المدرسة كلها نقاط ارتكاز يستند إليها التذكر وتجعل تمييزنا للأمور أشد دقة ووضوحًا. إنها إضاءات نرسم من خلالها مراحل حياتنا فنحن نقول مثلاً : قبل الحرب.. بعد حصولي على الشهادة.. بعد زواجي.. فالقبل والبعد هي مرتكزات تجعل تمثلاتنا و تذكرنا للماضي أكثر وضوحًا وانضباطًا. ومن خلال هذه المرتكزات الموضوعية تتحدد ذاكرتنا الفردية والعائلية أو المجتمعية والوطنية مثلاً مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو غيرهم يتسنى للمرء تذكر محطات وتجارب هامة في حياته. وعلى هذا الأساس يقول هالفاكس: «إن الماضي لا يحفظ بل إننا نبنيه انطلاقًا من الحاضر على أساس المرتكزات الاجتماعية للتذكر ».
و ما يوضح ذلك المثال التالي فعند محاولتنا تذكر الاحتفالات التي أعقبت تأهل المنتخب الوطني الجزائري الى نهائيات كاس العالم فإننا شئنا أم أبينا سنتذكر أن تلكالاحتفالات قد جرت في جو اجتماعي و ليس فرديا و حتى ان نسي احد منا أجواء هذه الاحتفالات أو لم يشهدها فان الغير هم من سيذكرونه بها و نفس الأمر ينطبق مع المجاهد الذي عايش أحداث الثورة الجزائرية فانه عندما يتذكر ما عاشه من أحداث لا يمكنه ان ينفصل عن غيره من المجاهدين أو المستدمر الفرنسي ، كما أن الذكريات تحفظ في أطر اجتماعية عن طريق الذاكرة ال****ية و هي التي تجعل الفرد يكتسب أفكاره و معتقداته و عاداته و تقاليده و هذا ما يبرز في الاحتفالات الدينية كعيدي الفطر و الأضحى إذ لا يمكن للفرد المسلم أن يتذكر احتفاله بهما منفردا بل مع أفراد عائلته و محيطه الاجتماعي في المنزل أو المسجد أو الشارع. إضافة الى أنه لو لم يكن ثمة محيط اجتماعي لما احتاج الفرد الى حفظ أو استعمال الذكريات ثم أن هذه الذكريات لا تحفظ ?لا بواسطة إشارات و رموز اللغة التي تكتسب من المحيط الاجتماعي لذلك قال بيار جاني : « لو كان الانسان وحيدا لما كانت له ذاكرة و ما كان بحاجة إليها »
المجتمع هو مادة الذاكرة فنحن نتذكر دائما باستعمال اللغة و تحديد ذكرياتنا بواسطة التقويم الاجتماعي للزمن و الأحداث التاريخية كما يكتسب الفرد السلوكات و التصورات من المجتمع، يقول هالفاكس: « ذكرياتنا ليست حوادث نفسية محضة أو مادية ترتبط بالدماغ بل هي تجديد بناء الحوادث بواسطة الأطر التي يمدها المجتمع ». ?ن الانسان كائن اجتماعي بطبعه و أن وظائفه العقلية لا تنمو و لا تتطور ?لا ضمن إطار اجتماعي بما فيها الذاكرة و ما يؤكد ذلك المثال التالي فلو سلمنا بأن شخصا ما يولد بعقل كامل لكن بمجرد أن يولد يوضع في غابة بعيدا عن أقرانه من البشر فكيف تكون تصرفاته ؟ ستبدأ هذه الطبيعة العاقلة الكامنة فيه بالولادة (فطرية) بالتلاشي فيفقد بذلك هذا العقل وظائفه فيصبح عاجزا عن الإدراك و التخيل و الشعور و التذكر و بالتالي يفقد شيئا فشيئا طبيعته كانسان من هنا يصبح المجتمع أكثر من ضروري في تنمية القدرات العقلية و منها التذكر و لهذا قال دور كايم : « الانسان دمية يحرك خيوطها المجتمع »
النقد:لا يمكن التصور أن الذكريات هي إعادة بناء للحاضر انطلاقا من المجتمع لأن هذا الموقف يلزم عنه أن جميع الأفراد المتواجدين في المجتمع الواحد تكون ذكرياتهم متماثلة ?ذ بالرغم من دور المجتمع ?لا أنه لا يمكن أن يحل محل الفرد في حفظ الذكريات، فقد أشترك مع الغير في بعض الذكريات لكن هناك بالمقابل ذكريات شخصية و خاصة بي لم يشاركني الغير فيها و لا يمكنه التعرف عليها،فالمجتمع عامل مساعد فقط على التذكر و هو لا يمارس هذه العملية في مكاننا ،فعدم معاصرتي لثورة التحرير يجعل من المستحيل عليّ تصور ما جرى مثل الشخص الذي عايشها.
التركيب: ?ن الذاكرة وظيفة عقلية معقدة يساهم في تكوينها عدة عوامل منها العوامل الذاتية المتمثلة في الجملة العصبية( الدماغ) و الأحوال النفسية الشعورية (الانفعالات، الاهتمام، الرغبة) و التي تؤدي الى استرجاع الذكريات، إضافة الى العوامل الاجتماعية بأبعادها و أطرها المختلفة و التي تعيد بناء الذكريات بمساعدة المجتمع.
الرأي الشخصي: و لكن من وجهة نظري فالذاكرة محصلة لتفاعل العوامل الذاتية ( النفسية و المادية) و الاجتماعية فعندما نتذكر لا بد من سلامة الجملة العصبية( الدماغ ) و تدخل الجانب النفسي بشقيه الشعوري و اللاشعوري كل هذا بمساعدة المجتمع مثال ذلك أن حفظ النشيد الوطني الجزائري يكون بالاستعانة بالذاكرة المادية عن طريق ترديده مرات كثيرة حتى حفظه، ومن ثمة يصير غناءه كل صباح في بداية اليوم الدراسي بالاستعانة بالذاكرة النفسية ?ذ يسترجع دفعة واحدة و ان عجز فرد عن استرجاعه ساعده بقية التلاميذ في ذلك عن طريق الذاكرة ال****ية.
حل المشكلة: نستنتج في الأخير أن الذاكرة وظيفة عقلية مرتبطة بالإنسان كفرد يسترجع ماضيه بالاستعانة بالجملة العصبية والجانب النفسي بشقيه الشعوري و اللاشعوري و أيضا ككائن اجتماعي يعيد بناء ماضيه بالاستعانة بالأطر الاجتماعية يقول الفيلسوف و عالم النفس الفرنسي دولاكروا (1873-1937) Delacroix : « الذاكرة نشاط يقوم به الفكر و يمارسه الشخص ».




التعديل الأخير تم بواسطة الاستاذ ; 12-26-2013 الساعة 03:45 PM
الاستاذ غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-26-2014, 09:39 PM
  #2
كككككككك
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 1
افتراضي رد: طبيعة الذاكرة هل هي فردية و ذاتية أم اجتماعية

شكراااااااااااااااااا
كككككككك غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2015, 08:10 PM
  #3
maya199
عضو Vip
 الصورة الرمزية maya199
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 334
افتراضي رد: طبيعة الذاكرة هل هي فردية و ذاتية أم اجتماعية

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
maya199 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل اساس الذاكرة مادي ام نفسي الاستاذ قسم الفلسفة السنة الثالثة تانوي 1 04-20-2015 01:56 PM
درس في الذاكرة و الخيال الاستاذ قسم الفلسفة السنة الثالثة تانوي 0 12-13-2013 12:00 PM
درس في الذاكرة و الخيال الاستاذ منتدى تحضير بكالوريا 2020 0 11-24-2013 09:00 PM
حلول تمارين كتاب علوم طبيعة والحياة الاستاذ منتدى السنة الرابعة متوسط bem 0 09-03-2013 12:26 AM


الساعة الآن 10:30 PM