لو كان
لو كان
لو كان
لو كان
لو حدث كذا.. لكان كذا!!
جميعنا ندرك أن لو من كلمات الشيطان، لكننا مع ذلك نعجز عن التوقف عن استخدامها! ونحسب أننا نحسن صنعاً حينما يزيد معيار اللوم بها، سواء لأنفسنا أم لمن حولنا..
وأحياناً كثيرة نعتقد أننا نملك مفاتيح السيطرة على كل الأمور، ونفاجئ أن توقعاتنا ليست هي ما يحصل، وكل ما سعينا لأجله كان بالمسار الخاطئ!
هناك أمور بيدنا أن نتحكم بها، ويفيدنا أن نراجع حساباتنا ونفكر بها بطريقة ماذا لو؟
لكن لا نستطيع أن نعود للماضي فنغيره، نملك أن نستفيد منه!
ولا نملك أن نتحكم بالنتائج، نملك فقط أن نحرص عليها، وعلى الوصول لها... لكن النتائج ليست ملكنا دوماً.
ألم تصادفكم لحظات درستم بها وأتقنتم المناهج، وفي قاعة الامتحان طارت كل المعلومات! ثم ما لبثت أن عادت بعدما خرجتم؟!
ألم يصدف أن تخططوا وتسعوا وتبذلوا أقصى الجهد فلا تصلوا! وأن تزهدوا ولا تهتموا لتجدوا ما يسعى غيركم إليه حثيثاً يصلكم دون جهد يذكر؟
ألم تسمعوا بتيتانك تلك السفينة التي تحدى صاحبها الله، فقال عنها السفينة التي لا تغرق، وكان بها كل سبل النجاة، ولكنها استقرت بأعماق البحر لعله يتعظ؟
ألم تسمعوا بالتاريخ بدولة لا تغيب عنها الشمس، غابت فما عادت لها القوة والسلطان كما كانت!
ألم تلتقوا بشخص فر من الموت ليلاقيه حيث الأمان، وشخص تحت القصف وبين الأنقاض حماه الله ليخرج ويحكي للعالم بأسره ما لقيه من أهوال؟
لم أجد ايماناً يضاهي إيمان أم فقدت ابنها، فتحتسبه عند الله وتثق أنه قدره، فلا تلوم ولا تقول لو وتسترجع وترضى وتسلم فحسب...
تعاملنا مع الماضي لا بد فيه من رضا وتسليم واستفادة، ولا تعارض بين الرضا والتربية.. فكل ما نمر به يربينا، وكل ما يحصل لنا به حكمة وخلفه غاية!
المهم أن نستفيد منه، وأن نبني عليه، وأن نرضى...
وليس الرضا أمراً هيناً، وإلا لما كان عبادة نؤجر عليها، فأن نرضى بالنتيجة ولو خالفت توقعاتنا وآمالنا، وأن نرضى ولا نتوقف عن سعينا مهما كانت العقبات.. وأن نرضى ونعمل ولا نتوقف ولا نربط الاستسلام بالكسل أو الهوان! كل ذلك عبادة وليست أي عبادة، عبادة قلبية تضفي للروح رونقاً يختلف عن سواها، وتجعل أرواحنا تحلق متألقة مهما واجهت من صعاب وفتن!
فاللهم ارزقنا الرضا والتسليم، وسخرنا للعمل والعطاء، واستخدمنا ولا تستبدلنا يا رب..
التعديل الأخير تم بواسطة الاستاذ ; 11-07-2013 الساعة 05:47 PM