التجارب الاندماجية والتكاملية الآسيوية (رابطة الآسيان كنموذج)
التجارب الاندماجية والتكاملية الآسيوية (رابطة الآسيان كنموذج)
نشأة رابطة الآسيان
تأسست رابطة دول جنوب شرق آسيا الاسيان في 1967-8-8 في العاصمة التايلاندية با نكوك وضمت عشر دول وهي( سلطنة بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار(بورما) والفلبين وسنغافورة وتايلاند) (1)
هيكل رابطة الاسيان
يمثل اجتماع القمة لرؤساء حكومات الدول الاعضاء أعلى سلطة في الرابطة وفي الاجتماع الرابع في سنغافورة 92م تم الاتفاق على أن تعقد القمة دوريا كل ثلاث سنوات وهناك اجتماع القمة لوزراء الاقتصاد والمالية في الدول الاعضاء وينعقد رسميا كل سنة وغير رسمي كلما دعت الضرورة لتوجية التعاون الاقتصادي وهناك اكثر من لقاء يضم كبار المسؤلين في الدول الاعضاء ويستند إليه تدارس الأمور التعليمية والفنية والاجتماعية والصحية إضافة للجان الخاصة والأمانة العامة للرابطة التي تتابع وتنفذ المشاريع والانشطة المصدق عليها (2)
الهدف من الرابطة
لقد رمت دول اسيان من تجمعها أن تحتوي الخلافات البينية وأن تحول دون ان تصبح المشاكل الداخلية مدعاة للدعم واالتدخل الخارجي فا لتجمع يمكن أن يكون ارضية سيا سية مشتركة لتسوية الخلافات (3)
لقد توخت مجموعة اسيان أن يصبح التعاون الاقتصادي فيما بينها مدخلا الي الإستقرار الاجتماعي الذي هو شرط اساسي للتغلب على المصاعب الداخلية التي تعاني منها فقد كانت اقتصاداتها متدنيه ويضرب فيها الفقر وكانت الهوه كبيرة بين المدن والريف مما تسبب في أضطرابات اجتماعية وكانت البطالة عالية المستوى ولذلك فان التعاون الاقليمي كان يعول علية لرفع الحواجز في وجه التبادل التجاري الاقليمي ( 4 )
الآسيان والهواجس الأمنية
يجب أن نأخذ في الاعتبار أن المنطقة لم تكن ذات قوه ذاتية كان في وسعها مقاومة تحديات الهيمنة ويسط النفوذ كما أن القوى الخارجية كانت موجودة من خلال تحالفات ثنا ئية وقواعد عسكرية وطالما ان القوه الذاتية لدول التجمع لايمكن ان تفرض حيادا مسلحا على ان المنطمة أصدرت في فبراير76 19م اتفاقية الصداقة والتعاون وأقرت فيها الدول بحق كل عضو في عقد تراتيب امنية كما يراها كل عضو متوائمه مع مصالحة (5)
لقد جاءت ولادة الاسيان من رحم الحرب الباردة وكان تهديد الشيوعية من الخارج وفي الداخل أفدح خطر استدعى قيامها لتكون جزء مكملا لإ ستراتيجية الامن العالمي في الولايات المتحده وفي بيئة ما بعد الحرب الباردة اخذت منطقة جنوب شرق آسيا تواجه تحديات محلية ومن داخل لاقليم ومن خارجة ومن أهمها أمن خطوط النقل البحري وأنتشار الاسلحة المتطورة والنزاعات البحرية اضافة لنشطات البحرية الصينية والغربية (6)
إن الاقليم الاسيوي بصورة عامة تحيط به الهموم الامنية الناجمه عن التسابق في ميدان القدرات النووية مثل التسابق الهندي البا كستاني اضافة الي كوريا الشمالية النشطة في بناء قدراتها النووية والصاروخية وقد أيدت دول الاسيان الجهود الدولية الدبلوماسية الامريكية لأحتواء
الخطر الكوري النووي ناهيك عن تعاضم الدور الصيني وطموحاته وتحركاتة (7)وقد عززت الولايات المتحده من وجودها العسكري في المنطفة تحت مسمى حماية الامن القومي الامريكي ويعد الاسطول السابع في المحيط الهادي أحد المرتكزات الرئيسية لتنفيذ هذه السيا سة (8)
اقتصاد الاسيان
لقد اصبحت رابطة دول الاسيان واحدة من الكتل الاقتصادية والتجا رية المؤثرة في العالم ففي خلال العقدين الما ضيين حققت الدول الخمس المؤسسة للرابطة* نموا اقتصاديا كبيرا حيث تعتبر دول الاسيان من أكبر المصدرين لخمس سلع زراعية علي الاقل
اذ أن تايلاند وفيتنام تصدران 60% من تجارة العالم من الارز وتصدر تايلاند وماليزيا واندونيسيا اكثرمن 80% من تجارة المطاط العالمية
غير أن الازمة المالية الاسيوية في عام 1997 وجهت ضربة قا صمة لاقتصاديات الاسيان حيث انخفض النمو الاقتصادي فقد كانت الرابطة تستقطب 60% من مجمل الاستثمارات المتدفقة على آسيا وذلك فيل عام 97م وتراجعت هذه النسبة الي20% فقط في الوقت الراهن
ومن الاهمية القول أن دول الاسيان اعتبرت خلال 30 عاما من وجودها انجح منظمة اقليمية لدول نامية(9)
دول الاسيان والخلافات الافتصادية
وهنا سنأخذ بعض الامثلة للجوانب الخلافية الاقتصادية لدول الاسيان
كانت دول الاسيان تتجه نحو الاندماج الاقليمي السريع وتأمل في التحول الي طرف سياسي عالمي فاعل غير أن هناك الكثير من الشكوك حول وجود خلافات كبيرة بين هذه ا لدول ومن اهمها
الخلافات الاقتصادية بما فيها تطبيق اتفاقية التبادل الحر الاقليمي ففي خلال اجتماع الرابطة في تايلاند تشاجر دعاة التبادل الحر حول موضوع صناعة السيا رات فما ليزيا طالبت بحماية سيا راتها الوطنية والمحا فظة على سوقها المحلية بينما طالبت تايلاند بمزيد من الانفتاح وقد برزت الأزمة بشكل واضح مع الأزمةالمالية والاقتصادية للعامين 1997/1998والتي اظهرت جليا التباين الاقتصادي والسيا سي بين بلدان المنطقة وعلى المستوى الاقتصادي تعاني كل من تايلاند واندونيسيا مديونية خارجية كبيرة ومشاكل متعدده بينما يستفيد الاقتصاد الما ليزي مثلا من استثمارات خارجية لآجال اطول كما يتميز ببنية دين داخلي اكثر منه خارجي اما الفلبين فكانت الاقل معناه اذ أن الازمة لم تصبها إلا بمعدل ضئيل وذلك بسبب تخلفها النسبي وقلة تعرضها لتدفق الرساميل (10)
الخلاصة
إن اشكالية الصلة بين التعاون الاقتصادي وتوسع الاعتماد المتبادل بين مجموعة الاسيان من جهه وقضايا الأمن وسيا ستة من جهه أخرى هذا هو التحدي البارز لدول الاسيان
إن الرأي السائد لما درسناه هو أن التحسن في التعاون الاقتصادي ينعكس على التعاون السيا سي الامني إلا أن هذا الاستنتاج لا يوجد له ما يعززه في الواقع إذ أن قضايا السياسة والأمن تبقى الاقرب إضافة إلي قضية السيادة والمشاعر الوطنية كما أن متخذي القرار يهتمون ويقلقون عل أمور الأمن اكثر من قلقهم على تعثر سيا سات الاقتصاد والتنمية
10-26-2015, 06:08 PM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
