==========HEADCODE===========
العودة   منتدى الدراسة نت > القسم العام > الشريعة الإسلامية

الشريعة الإسلامية { خاص بديننا الحنيف على مذهب أهل السنة والجماعة }

إضافة رد
قديم 11-05-2013, 08:30 PM
  #1
الاستاذ
المدير العام
 الصورة الرمزية الاستاذ
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
العمر: 33
المشاركات: 36,745
افتراضي مَن هم أولوا العزم من الرّسل ولماذا سُمِّيُوا بذلك ؟

مَن هم أولوا العزم من الرّسل ولماذا سُمِّيُوا بذلك ؟










مَن هم أولوا العزم من الرّسل ولماذا سُمِّيُوا بذلك ؟



الله -تعالى- قسم النّاس في سورة الفاتحة ثلاثة أقسام: قسم منعم عليهم، والمغضوب عليهم، والضالون،

(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )
.
فالطائفة الأولى من المنعم عليهم الأنبياء والرسل ، وأفضل الناس هداية ونعمة هم الأنبياء والرسل، وأكملهم -أكمل الرسل- أولو العزم الخمسة، هم أكمل الناس في العلم والعمل والخشية والخوف،

أولو العزم الخمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد هؤلاء هم أولو العزم الخمسة ذكرهم الله في سورتين من كتابه، في سورة الأحزاب، وفي سورة الشورى،

(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)

ذكر الله أولو العزم الخمسة، وذكرهم أيضا في أول سورة الأحزاب : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا )

ثم بعد ذلك ذكر الله الآية التي فيها أولو العزم الخمسة كما ذكرهم في سورة الشورى، وسمّوا أولو العزم لأن لهم من الصبر والتّحمل ما ليس لغيرهم ، قال الله -تعالى- لنبينّا: ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ ) فاصبر كما صبر أولو العزم، هم أكمل الناس هداية، وأتم الناس نعمة، أتم الله عليهم النعمة، وأكملهم وأتمهم نعمة وهداية الخليلان إبراهيم ومحمد -عليهما الصلاة والسلام-

وأكملهما وأتمهما نعمة نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله هو أكمل الناس هداية، أتم الله عليه النعمة، وشرح صدره، ورفع ذكره، هو أكمل الناس، وأخشع الناس، وأتقى الناس، وأعبد الناس، وأسجد الناس، وأعلم الناس بالله، وأتقى الناس، قال -عليه الصلاة والسلام-: ( والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له وأنا أعلمكم بالله وأحسنكم دينا

وأعلم الناس وأتقى الناس وأعبد الناس وأسجد الناس وأفضل الناس هو نبينا وإمامنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأفضل الناس هداية، بهداية الصراط المستقيم. ثم يليه جدّه الخليل إبراهيم ثم يليه موسى الكليم، ثم يليه بقية أولو العزم الخمسة عيسى ونوح ثم بقية الرسل، ثم الأنبياء.

هذه هي الطائفة الأولى، الأنبياء والمرسلون هم أكمل الناس وأهدى الناس وأتقى الناس استقامة على هذا الصراط المستقيم؛ لأن الله اصطفاهم، لأن الله اجتباهم واصطفاهم واختصهم بالرسالة والنبوة، اختارهم لهداية الناس، ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) .

ومن كمال هدايتهم وإتمام نعمته عليهم أن الله ملأ قلوبهم خشية وإيمانا وتقى، وشرح صدورهم ووفقهم للعمل، ثم أعطاهم من الشريعة، ثم وفقهم وأعانهم وقواهم لهداية الناس والإرشاد والتعليم ودعوتهم وإبلاغهم ونصحهم، فالأنبياء أنصح الناس للناس، أنصح الناس للناس هم الأنبياء، فيجب أن تكون مستعدا.

وإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الحديث الصحيح: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير ) والمؤمن القوي هو الذي يتعدى نفعه للآخرين، والمؤمن الضعيف الذي يقتصر نفعه على نفسه، مؤمن يعبد الله ويصلي ويصوم، لكن يقتصر نفعه على نفسه، أما المؤمن القوي فهو الذي يتعدى نفعه للناس، فينفع الناس بتوجيهه وإرشاده، أو بنفقته وإطعامه الجائع وصدقته على الناس، أو بشفاعته أو ببدنه، ينفع الناس ببدنه، أو بجاهه، بتوجيهه وتعليمه، أو بشفاعته، أو بماله،

نفعه يتعدى الناس ينفع كل الناس، هذا هو المؤمن القوي، إذا كان هذا في المؤمن القوي فالأنبياء لهم السبق في هذا، فهم أسبق المؤمنين على الخير إلى نفع الناس، وهم أنصح الناس للناس، وأنفع الناس للناس هم الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فلهم الكدح المعلى، ولهم السبق في هذا المضمار لنفع الناس، وبذلك صاروا أفضل الناس، وأتم الناس نعمة، وأكملهم هداية، وهم على الصراط المستقيم الذي لا عوج فيه، هذه هي الطبقة الأولى.

فكونهم أفضل الناس وأكمل الناس استقامة على هذا الصراط المستقيم؛ لأن الله اجتباهم واصطفاهم، ولأن الله من عليهم بالعلم، ومن عليهم بالعمل، ومن عليهم بإرسالهم، فبلغوا الأمانة، ونصحوا الأمة، وجاهدوا في الله حق جهاده، وصبروا على الأذى صبرا عظيما،

نوح -عليه الصلاة والسلام- صبر يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ) يدعوهم، ولم يقصر ليل نهار، ويدعو بها، ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا ) ومع ذلك في هذه المدة الطويلة ما أسلم إلا القليل ما آمن إلا قليل، قال الله عنهم، ( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ) ومع ذلك يقولون: مجنون، ساحر، صبر هذا الصبر العظيم، واستمروا على العناد، ولم يؤمن إلا القليل كما قال الله: ( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ) مع هذه المدة الطويلة حتى أنزل الله عليه وأخبره بأنه لن يؤمن أحد زيادة على ما سبق : ( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ) فلما أخبره الله بذلك ورأى أنه لا حيلة فيهم دعا، دعا وقال: ( رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا )

بهذا صار الأنبياء أكمل الناس هداية، وأتم الله عليهم النعمة، وهداهم على الصراط المستقيم، وكذلك بقية الرسل، وكذلكَ نبينا -صلى الله عليه وسلم- صبر صبرا عظيما وأوذي في الله، خَنَقَه أبو جهل حتى جاء أبو بكر وقال: أتقتل رجلا أن يقول ربي الله؟

وأوذي، وضع السلا عليه -عليه الصلاة والسلام- وهو يصلي على رقبته، وكسرت رباعيته يوم أحد وجرحت وجنتاه، وسقط في حفرة، وصاح الشيطان: إن محمدا قد قتل، ودبروا له المؤامرات، دبروا لقتله مرات، وأوذي -عليه الصلاة والسلام- وصبر،

وكذلك الأنبياء، كثير من بني إسرائيل دعا قومه فقتلوه، قُتِلَ جم غفير من الأنبياء كما قال سبحانه: ( فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ) قتل زكريا وقتل يحيى وغيرهم فصبروا؛ لأنهم على الصراط المستقيم، لأنهم أتم الناس وأقوى الناس بذلك.


مقتطف من كلام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الرّاجحي من مقال : أهل الصّراط المستقيم






أولو العزم خير الرّسل أعني محمّداً *** ويتلوه إبراهيم موسى المكلّم

وعيسى ونوح فيهم الخلف حرّروا *** على جهة التّقديم والعزم محتم

على الرّاجح المشهور في الرّسل كلّهم *** وقد قرّر الجمهور هذا وسلّموا





أَغرُّ عليه للنّبوة خاتَم *** من الله مشهود يلوح ويشهد

وضمّ الإله اسم النّبيّ إلى اسمه *** إذا قال في الخمس المؤذّن أشهد

وشقّ له من اسمه ليجلّه *** فذو العرش محمود وهذا محمّد

نبيّ أتانا بعد يأس وفترة *** من الرّسل والأوثان في الأرض تُعبد

فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا *** يلوح كما لاح الصّقيل المهنّد

وأنذرنا نارا وبشّر جنّة *** وعلَّمنا الإسلام فالله نحمد

وأنت إله الخلق ربّي وخالقي *** بذلك ما عَمَّرتُ في النّاس أشهد

تعاليت ربّ النّاس عن قول من دعا *** سواك إلها أنت أعلى وأمجد

لك الخلق والنّعماء والأمر كلّه *** فإيّاك نستهدي وإيّاك نعبد


[ حسّان بن ثابت ]



التعديل الأخير تم بواسطة الاستاذ ; 11-05-2013 الساعة 09:02 PM
الاستاذ غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-10-2013, 07:39 PM
  #2
ahmedbld
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 21
افتراضي رد: مَن هم أولوا العزم من الرّسل ولماذا سُمِّيُوا بذلك ؟

شكرا اخي الكريم
ahmedbld غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:20 AM