==========HEADCODE===========

العلوم الاقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير دروس و محاضرات في العلوم الاقتصادية و التسيير و العلوم التجارية

إضافة رد
قديم 12-03-2013, 05:40 PM
  #1
الاستاذ
المدير العام
 الصورة الرمزية الاستاذ
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
العمر: 33
المشاركات: 36,745
افتراضي المناولة كخيار إستراتيجي للمؤسسة

المناولة كخيار إستراتيجي للمؤسسة
المناولة كخيار إستراتيجي للمؤسسة

/ تعريف المناولة:

مر مفهوم المناولة بثلاث مراحل أساسية، فقد تم تعريفه خلال المرحلة الأولى على أساس قانوني، وفي الثانية حسب خصائص فنية، وفي الثالثة على أسس علاقاتية تحكم معاملات التبادل والتعاون بين المنشآت الآمرة بالأعمال والمنفذة لها. فمصطلح المناولة هو مصطلح متعارف عليه في دول المغرب العربي ودول شمال أفريقيا، أما بالنسبة للدول العربية في المشرق العربي فالمصطلح المتعارف عليه هو التعاقد من الباطن أو المقاولة من الباطن وتسمى بالفرنسية La sous-traitance أما بالإنجليزية Outsourcing.
و سنورد فيما يلي أهم التعاريف التي تناولت المناولة.
أ-تعريف المقاولة من الباطن حسب المركز الوطني للمقاولة من الباطن CENAST
تعرف المقاولة من الباطن على أنها "النشاط الذي من خلاله يتم تصنيع منتوج أو عدة مركبات تسمى القطع لحساب المؤسسة التي تعطي الأوامر وحسب الخصائص التقنية التي تحددها تبعا للنتيجة الصناعية المراد الوصول إليها".
هذا التعريف يحدد نوع النشاط الذي تطبق فيه إستراتيجية المقاولة من الباطن ويبرز أن الإنتاج يتم حسب خصائص تحددها المؤسسة التي تعطي الأوامر وليس المقاول من الباطن وأن النتيجة تحدد مسبقا.
ب- تعريف حسب التشريع الفرنسي:
نظرا لعدم تطرق التشريع الجزائري لتعريف محدد خص به المقاولة من الباطن واعتمادا على ما توفر من معطيات رسمية فقد تم اختيار القانون الفرنسي بناءا على التقارب بين القانونين الجزائري والفرنسي، هذا الأخير الذي تناول تعريف المقاولة من الباطن على النحو التالي:
"المقاولة من الباطن هي العملية التي من خلالها تطلب مؤسسة تسمى المؤسسة التي تعطي الأوامر من مؤسسة أخرى تسمى المقاول من الباطن تنفيذ جزء من العملية الإنتاجية حسب عقد تحدد بنوده المؤسسة الأولى".
هذا التعريف يضيف توضيحا آخر وهو أن العلاقة القائمة بين الطرفين تقوم على أساس عقد وهو محدد مسبقا من قبل المؤسسة التي تعطي الأوامر.
ج- تعريف المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين
وباختصار تعرف المناولة الصناعية (أو التعاقد الصناعي) بأنها:
"جميع الالتزامات، في مجالات الإنتاج والخدمات الصناعية (من : مكونات – منتجات – إكسسوارات – خدمات) التي تنشأ بين مؤسستين أو أكثر طبقا لعقد متفق عليه وملزم للطرفين بما يضمن استمرار العلاقة وخدمة المنافع المشتركة(.
فهو عبارة عن أسلوب زيادة الاستغلال الأمثل لطاقات الإنتاج المتوفرة لدى المصانع المنتجة للمكونات وقطع الغيار والخدمات الوسيطة من خلال ربطها بالمصانع المستهلكة لتلك المدخلات. مما يؤدي إلى زيادة التخريج وبالتالي التخصص ورفع الكفاءة وتحسين الجودة والضغط على التكاليف ورفع القدرة التنافسية وتطوير أداء الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وتسمى المنشأة التي تقوم بالتكليف أو طلب العمل بالمنشأة "الآمرة بالأعمال" والمنشأة التي تقويم بالأعمال, المنشأة "المنفذة أو المناولة"، وذلك حسب المثال المبسط التالي :



ويقوم هذا المفهوم على أساس وجود عنصرين أساسيين هما:
*- وجود علاقة مباشرة بين المنشأة الآمرة بالأعمال وشبكة المنشآت المنفذة لها أو المجهزة.
*- وجود عقد ينظم العلاقة ويصون المصالح المشتركة بين المنشآت الآمرة بالأعمال والمؤسسات المنفذة.

نلاحظ أن المناولة هي أن يلجأ شخص معين "المقاول" Entrepreneur إلى شخص أخر"المناول " (Sous-traitant ) ، بإنجاز المشروع أو جزء منه ما لم ينص عقد المقاولة على خلاف ذلك ونجده يكون إما تعاون مباشر أو غير مباشر.
يمثل مفهوم المناولة أحد أشكال العلاقات بين المنشآت بما يمثل شبكات من الصناعات، والتي تمثل نمط العلاقات الأفقية بين المنشآت، ويشير أيضا إلى أحد أشكال الاعتماد المتبادل بين الوحدات الإنتاجية، حيث تقوم أحد الوحدات بإنتاج المنتج النهائي لصالح وحدة أخرى، وذلك وفقا للمواصفات والجدول الزمني الذي تحددها الوحدة التي يتم الإنتاج لصالحها.
تجدر الإشارة إلى أن إستراتيجية المناولة يجب تفرقتها عن باقي المفاهيم الأخرى التي تدخل في نفس الإطار وأهمها ما يلي:
التموين:وهيالعلاقة بين الزبون والمورد علاقة تجارية لا تتطلب تدخل تقني.
المناولة المشتركة:ويتجسد هذا الشكل إذا توفرت شروطه المتمثلة في اجتماع عدد من المؤسسات حسب تخصصهم من أجل التعاون في إنتاج معين في إطار فائدة اقتصادية مثل:انجاز المساكن والأشغال العمومية.
الإخراج:يقتضي التزام بالنتيجة أي أن المؤسسة التي تقدم الخدمة توفر الموارد كما تضمن تسيير النشاط الذي تم إخراجه.
ثانيا:أهمية وأنواع المناولة:
1/ أهمية المناولة:
برهنت الوقائع الصناعية على أهمية المناولة التي أصبحت تشكل أهم ابرز الاستراتيجيات الحديثة وأكثرها قدرة على تحقيق التنمية الصناعية بجميع البلدان المتقدمة. فقد مكنت المؤسسات التي أخذت بها على:
üتنظيم النشاط.
üتحقيق التخصص.
üتقسيم العمل.
üالحد من النفقات.
üزيادة الكفاءة.
üوتعظيم المكاسب.
üرفع القدرة التنافسية.
هذا ويعتبر نظام المناولة من أهم الأساليب التي تعمل الدولة على انتشاره وخلق قاعدة عريضة من المنشآت الصغيرة والمتوسطة المغذية والمكملة نظرا للدور الهام الذي تلعبه في دفع عجلة التنمية الصناعية من خلال: تعزيز الترابط والتكامل بين الصناعات الصغيرة والصناعات الأساسية الكبيرة , وتتمثل هذه الأهمية في النقاط التالية:
1)تقوم المنشآت الصغيرة بإنتاج كميات من المكونات أو الأجزاء الوسيطة حسب طلبات التعاقد بتكلفة أقل وجودة أعلى عما إذا تم إنتاجها في الشركات الكبيرة (الأم).
2)يساعد هذا النظام على تطوير وتنويع المنتجات طبقا لاحتياجات السوق – كما يساعد علي الاستغلال الأمثل للطاقات المتاحة وتأهيل الوحدات الصناعية بما يعظم قدراتها على تصدير منتجاتها ومواجهة المنافسة في الأسواق المحلية والدولية.
3)تستفيد المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الشركة الأم في ظل نظام التعاقد من الباطن بالحصول علي التكنولوجيا الحديثة لتطوير وسائل الإنتاج وأساليب الإدارة.
4)يساعد نظام المناولة الصناعية على تعميق التصنيع المحلي وزيادة الإمكانيات التصنيعية خاصة في المعدات الاستثمارية وإحلال المنتجات المحلية محل الواردات.
5)الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، والتصرف الدقيق والمحكم في وسائل إنتاجها،
6)تنمية وتنظيم النشاط الإنتاجي في الوحدات الصناعية ورفع قدرتها الإنتاجية والتنافسية وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي،
7)تساهم بشكل غير مباشر في تشغيل العمالة الوطنية وتقليص نسب البطالة وبالتالي رفع مستوى الدخل ورفاهية المواطن.
8)دعم النسيج الصناعي المحلي وتشجيع المؤسسات الصناعية على التخصص في مجال التقنيات الحديثة، ويكون بذلك توزيع العمل بين المؤسسات الصناعية أكثر إحكاما، وتوازنا وتساعد الجودة العالية في الإنتاج والسرعة في الانجاز على مواكبة التطور العالمي والمنافسة الدولية.
9)تساعد في الحد من نزيف العملات الصعبة الذي يستخدم في استجلاب منتجات من الخارج تنتج محليا أو يمكن إنتاجها محليا بجودة عالية.
2/ أنواع المناولة:
إن المهام التي تكون موضوع المناولة تختلف باختلاف طبيعتها وأهداف الأطراف وقدرتهم، وغيرها من العناصر التي تلعب دورا مهما في تقسيم إستراتيجية المناولة إلى عدة أنواع، والتي نوجز أهمها فيما يلي:
2-1/أنواع المناولة حسب طبيعتها:
لأن المجال الصناعي عادة ما يكون مبني على معيارين: القدرة على الإنتاج والتخصص التقني للمؤسسة، فإن هذا التصنيف يندرج ضمنه نوعان:
أ/مناولة على أساس القدرة على الإنتاج (أو طاقة الإنتاج)
في حالة ما إذا كانت القدرة الإنتاجية للمؤسسة التي تعطي الأوامر ليست كافية لتنفيذ وتحضير طلبية ما، وفي حالة ما إذا لم ترغب أو لم تستطع رفع طاقاتها الإنتاجية فإنها تلجأ إلى المقاولة من الباطن، هذا النوع يستعمل خاصة إذا كان حجم الطلبيات التي تحصل عليها المؤسسة التي تعطي الأوامر متغير باستمرار.
ب/ مناولة على أساس التخصص:
في هذه الحالة المؤسسة التي تعطي الأوامر تلجأ إلى المقاول من الباطن الذي يتوفر على المعدات والتجهيزات والآلات المتخصصة وكذلك على مستخدمين مؤهلين متمكنين من تنفيذ مهام إنتاجية دقيقة ومعقدة، هؤلاء المقاولين من الباطن لهم كفاءات ومهارات تقنية جد متخصصة تتعلق بمكونات الإنتاج، والعلاقة التي تربط المؤسسة التي تعطي الأوامر والمقاول من الباطن لا تعود إلى تغيرات في حجم الطلبيات لأنها تتميز بالمدى الطويل ونظرا لتخصص المقاول من الباطن فإنه عادة ما يكون في مركز قوة، وللإشارة فإن هذا النوع هو الذي بدأ يعرف انتشارا كبيرا في الأوساط الصناعية.
2-2/ أنواع المناولة حسب المدة:
في هذا النوع يتم التصنيف على أساس مدة المناولة وتنقسم إلى:
أ/مناولة ظرفية (سببية):
المؤسسة التي تعطي الأوامر تنتج بإمكانياتها الداخلية ولكن لأسباب عابرة وظرفية تلجا إلى المناولة في تنفيذ جزء من العملية الإنتاجية.
ب/ مناولة هيكلية (دائمة):
هذا النوع يتم اللجوء إليه خاصة إذا تعلق الأمر بالمنتجات المعقدة، لذا تكون العلاقة بين المؤسسة التي تعطي الأوامر والمناول طويلة المدى وأحيانا دائمة.
2-3/أنواع المناولة حسب تفويض العمل:
إن تفويض عمل أو مهمة المناولة يمكن أن يبدأ من مجرد عمل حسب الطريقة التي تحددها المؤسسة التي تعطي الأوامر لجزء بسيط من العملية الإنتاجية، في هذه الحالة المؤسسة التي تعطي الأوامر تقدم المادة الأولية وكذلك المعدات للمؤسسة المناولة، كما يمكن أن يكون تفويض كلي لإنتاج منتوج معقد.
كما يمكن إدراج أنواع أخرى لإستراتيجية المقاولة من الباطن، ولكن الأساس الذي تصنف على أساسه في هذه الحالة هو الصفة التي يمكن أن تتصف بها هذه الإستراتيجية،
2-4/ المناولة حسب محل التطبيق:
أ/ مناولة جهوية:
المؤسسة التي تعطي الأوامر والمؤسسة المناولة يتواجدان في منطقة واحدة لدولة واحدة، مثلا: المؤسسات المحاذية للمؤسسات الكبرى.

ب/مناولة وطنية:
المؤسستان تنتميان إلى دولة واحدة.
ج/مناولة دولية:
المؤسستان تنتميان إلى دولتين مختلفتين، والمناول عادة ما يكون فرع تابع للمؤسسة الأم وهي التي تعطي له الأوامر .
2-5/ مناولة حسب درجة تعقد العلاقات:
أ/ مناولة بسيطة:
هناك علاقة مباشرة بين المؤسسة التي تعطي الأوامر والمؤسسة المناولة.
ب/ مناولة متدرجة:
في هذه الحالة يوجد تدرج في المناولين ، ويكون ذلك حسب أهميتهم مثلا في اليابان المناولة تأخذ شكل هرمي على رأسه المؤسسات التي تعطي الأوامر، وتكون عادة مؤسسات كبيرة تتبعها المؤسسات المناولة ذات المستوى الأول، وتكون عادة مؤسسات متوسطة بدورها تتبعها مؤسسات مناولة بمستويات أقل.
2-6/ مناولة حسب الموضوع:
أ/مناولة صناعية:
تتعلق المناولة بسلع مادية، مثلا مناولة قطع خاصة بالصناعة الميكانيكية.
ب/مناولة الخدمات:
تتعلق المناولة بأشياء غير مادية، مثلا: الصيانة.
وعموما يمكن إجمال الأنواع السابقة الذكر في الجدول التوضيحي التالي:




التصنيف
نوع المناولة من الباطن
حسب الطبيعة (مهارة وكفاءة المناول)
-مناولة على أساس طاقة الإنتاج.
-مناولة على أساس التخصص.
حسب مدة العلاقة
-مناولة ظرفية(سببية).
-مناولة هيكلية (دائمة).
حسب تفويض العمل
-عمل حسب الطريقة.
-مناولة لصناعة قطعة.
-مناولة لعملية إنتاجية كاملة (إنتاج منتج مقعد).
حسب محل التطبيق
-مناولة جهوية.
-مناولة وطنية.
-مناولةدولية.
حسب درجة تعقد العلاقات
-مناولة بسيطة.
-مناولة متدرجة.
حسب الموضوع
-مناولة صناعية.
-مناولة الخدمات.
ثالثا: التيارات الكبرى لإستراتيجية المناولة:
إن المناولة كمفهوم عرفت عدة اختلافات في التعاريف سواء تعلق الأمر بالمسيرين أو بالمنظرين، أو المنظمات، ونظرا لما لهذه الإستراتيجية من أهمية، فقد عرفت انتشارا واسعا خاصة بعد التغيرات العميقة الحاصلة على أنظمة الإنتاج وكذلك في العلاقات بين المؤسسات، فقد وجدت اهتماما كبيرا ومتناميا ودراسات –رغم عددها- إلا أنها بحثت في لب الموضوع، ومن هذه الدراسات التي اتسمت بالتحليل النظري والتطبيقي لإستراتيجية المناولة نذكر أهمها فيما يلي:
1/ Pierre Yves Barreyre ومصطلحImpartition (1968):
حيث يعرف المناولة على أنها عنصر من عناصر سياسية Impartition وهي مرادفة لكلمة: تقاسم Impartit ou partager وكذلك كلمة: شريك (Partenaire) ومساهمة (Participation) أو منح، ومضمونها هو مشاركة طرف معين (طرف خارجي عن المؤسسة) في صناعة منتوج وذلك من خلال تفويضه للقيام بجزء من النشاط أو بالنشاط كله أو بعدد من النشاطات.
2/Houssiaux ومصطلح الاندماجQuasi-intégration (1975):
إذ درس إستراتيجية المناولة كشكل من أشكال علاقات التعاون التي تربط المؤسسات في إطار أوسع وهو الاندماج.
3/ Alain Sallez: مصطلح المناولة وعلاقته بـ: Polarisation.
حاول الكاتب التطرق لإستراتيجية المناولة وعلاقتها بـ Polarisation، بعد الموجة الكبيرة التي عرفتها المؤسسات من خلال "التموقع" L’implantation، أي المؤسسات التي تعطي الأوامر في منطقة جغرافية محددة ويشرح وجود علاقة وطيدة بين ظاهرة Polarisation وإستراتيجية المناولة والدور الذي تلعبه في إنشاء سوق للسلع الوسيطة.
4/ Etienne Debanville و Bruno Venin:
وهنا تمت الدراسة في قطاع الصناعة وبالأخص صناعة السيارات، حيث حاول الكاتبين التحليل انطلاقا من فرضية اللجوء إلى تبني إستراتيجية المناولة في حالة المؤسسات الكبرى يعود إلى الرغبة في تحقيق هدف الاستغلال الأمثل لمواردها المالية ووسائل الاستثمار بهدف الحصول على معدل ربح أعلى.
كما يؤكدان على أن النتيجة التي توصلا إليها هي أن على مستوى قطاع السيارات فإن حقل تدخل هذه الإستراتيجية واسع كي تتمكن المؤسسات من التغلب على عراقيل تقنية الإنتاج بالسلسلة.

5/ أعمالLatapases:
الكاتب يعتبر المقاولة من الباطن تعبير لشكل خاص من تقسيم العمل والذي يتضمن تقسيم سير العمل في حدود الوحدات الإنتاجية المستقلة.كما تم ذكر أن اصل فكرة تقسيم العمل تتمثل في كون المنتجات محل مقاولة من الباطن يتم تبادلها خارج السوق أي اعتبارها منتجات وسيطة وفقط المنتوج النهائي الذي تدخل في تركيبه هو الذي يعتبر بضاعة.
6/ Claude Altershon:
تطرق Claude Altershon إلى هذا الموضوع من خلال كتابه
«De la sous-traitance au partenariat industriel » واستند على فكرة تاريخ الصناعة وتطور المقاولة من الباطن باتجاه شكل جديد في العلاقات بين المؤسسات وهي الشراكة الصناعية بعبارة أخرى حاول من خلال كتابه توضيح العلاقة الموجودة بين التحولات الهيكلية الحالية للنشاطات التي تتعرض لعراقيل ثم عمق الكاتب الدراسة من خلال كتابه (1997) La sous-traitance du Xxi siècle فأبرز فيه أهم التحولات والتطورات التي عرفتها الأخيرة، كما ركز على العلاقات التي تربط المؤسسات وخاصة تلك المتعلقة بالمؤسسات التي تعطي الأوامر والمؤسسات المقاولة من الباطن،أي التي تتلقى الأوامر، هذه الأخيرة تلتزم بنوع من المرونة وخاصة في ظل اقتصاد الشبكات وكذلك في ظل تكنولوجيا جديدة ساهمت بقدر واضح في انتشار المقاولة من الباطن.
7/ Serge Payer:
في كتابه la Sous-traitance industrielleانطلق من نقطة محددة وهي المقاولة من الباطن الصناعية، فدرس من خلاله العلاقات بين المشترين والمقاولين من الباطن وحدد كيفية اختيار الشركاء المقاولين من الباطن.



المبحث الثاني: مجالات تطبيق إستراتيجية المناولة وكيفية الاختيار:
إن محيط المؤسسة يجبرها على تلبية احتياجات متعددة ومتنوعة سواء فيما يتعلق بظروف العمل أو التجارة والتسيير المالي والمحاسبي والإعلام الآلي والنقل والتأمينات..الخ، وخاصة فيما يتعلق بالصيانة والتصليحات الصناعية، ولا يمكن للمؤسسة أن تحقق كل ذلك في نفس الوقت بإمكانياتها الخاصة وبكفاءة عالية ولا تضاهى لذا فمن المستحسن اللجوء إلى مكاتب ومؤسسات متخصصة.
أولا:المناولة للخدمات:
من أهم الخدمات التي تلجأ المؤسسة التي تعطي الأوامر إلى تفويضها إلى مؤسسة المقاولة من الباطن:
1/وظيفة الإمداد:
إن وظيفة الإمداد ذات أهمية كبيرة في المؤسسات وقد عرفت تطورات عديدة قطعت من خلالها عدة خطوات جعلت الاستثمار فيها صعب لما تتطلبه من موارد مالية ومادية وبشرية كبيرة.
ونظرا للأهمية التي تكتسبها والمكانة التي تتربع عليها بالمؤسسة وكذلك تأثير درجة أدائها على نتائج المؤسسة، فإن هذه الأخيرة تلجأ إلى تنفيذها من خلال مؤسسات مختصة أكثر ولها إمكانيات أكبر، وهذا ما يجعل تفويضها إلى المقاول من الباطن حلا أفضل وذلك للنقاط الايجابية التي تحققها المؤسسة التي تعطي الأوامر من خلال هذه العملية وأبرزها تخفيض التكاليف.
وعموما يمكن ذكر بعض الأسباب التي تدفع بالمؤسسة إلى المقاولة من الباطن لوظيفة الإمداد:
-التركيز على النشاط الرئيسي، حيث أن المناولة تسمح للمؤسسة التي تعطي الأوامر بالتركيز أكثر على نشاطها الرئيسي وترك الإمداد للجهة المختصة، هذه الأخيرة التي يجب أن تكون مرنة ومواكبة لكل مستجدات السوق.
-المقاولة من الباطن لوظيفة الإمداد تعفي المؤسسة التي تعطي الأوامر من مشاكل المساحات اللازمة للتخزين.
-توفير مبالغ مالية واستثمارها في مشاريع تتعلق بالنشاط الاستراتيجي للمؤسسة.
-تحويل التكاليف الثابتة إلى تكاليف متغيرة.
-نوعية الخدمة من قبل المناول تكون ذات جودة عالية مقارنة بأدائها داخل المؤسسة التي تعطي الأوامر لأن المناول هو الأكثر تخصصا وكذلك له المهارات والإمكانيات التي تضمن النوعية الجيدة للخدمة لأن النشاط الذي يقوم به يمثل نشاطه الرئيسي.
-إن أي استثمار يحمل درجة من المخاطرة تقل بزيادة تكاليف التحكم فيها، فإذا لم تكن وظيفة الإمداد هي الوظيفة الأساسية في مؤسسة ما فإن مقاولاتها من الباطن يساعد على تفادي استثمار مبالغ كبيرة وبالتالي تفادي مخاطر الاستثمار في وظيفة ليست إستراتيجية في المؤسسة.
2/وظيفة دفع الأجور:
من بين أهم الخدمات التي لا تعتبر نشاط رئيسي في المؤسسة وتقوم بمناولتها إلى مؤسسة مقاولة من الباطن وظيفة دفع الأجور والمرتبات حيث يقوم المناول في هذه الحالة بحساب وطباعة وسحب كل وثيقة أجر وتتم المعالجة بعد التحصل على كل المعلومات المتعلقة بكل عامل وكل موظف.
3/وظيفة الصيانة:
تعتبر وظيفة الصيانة من بين أهم الوظائف التي يستحسن مقاولتها من الباطن كون أن المتخصصين في المجال يتوفرون على مهارات وأدوات وتقنيات تضمن صيانة الأجهزة والآلات وبالتالي تفادي الوقت الضائع الناتج عن التعطيل في أجهزة الإنتاج أو تكاليف إضافية في حالة إصلاح التعطلات إذ أن صيانتها من قبل المناول عادة ما تكون أقل تكلفة واكبر جودة.
وقد تم اختيار هذه الوظائف على سبيل الذكر لا على سبيل الحصر فيما يخص مجال الخدمات التي يمكن أن يقدمها المناول.

التعديل الأخير تم بواسطة الاستاذ ; 12-05-2013 الساعة 05:09 PM
الاستاذ غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-19-2015, 08:50 AM
  #2
sanable
عضو ملكي
 الصورة الرمزية sanable
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 3,001
افتراضي رد: المناولة كخيار إستراتيجي للمؤسسة

تعريف المناولة بهذا الشرح مبسط ورائع استفدت منه شخصيا بارك الله فيك
__________________
sanable غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-13-2019, 02:19 PM
  #3
أمين فاضل
عضو موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 381
افتراضي رد: المناولة كخيار إستراتيجي للمؤسسة

تاريخ المناولة جيد
أمين فاضل غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للمؤسسة, إستراتيجي, المناولة, كخيار


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عموميات-حول-الإدارة-المالية-للمؤسسة pdf منتدى جاهز المعرفي جاهز قسم المذكرات والبحوث الجامعية 0 11-04-2013 10:18 AM


الساعة الآن 09:04 AM