==========HEADCODE===========
العودة   منتدى الدراسة نت > القسم العام > الشريعة الإسلامية > قصص الانبياء والرسل والصحابه

قصص الانبياء والرسل والصحابه قصص الأنبياء كاملة من ادم الى محمد صلى الله عليه وسلم قصص الانبياء و الصحابه - قصص الرسول و الرسل - قصص و معجزات القران - قصص الانبياء للاطفال و قصص الرسل و معجزات القران

إضافة رد
قديم 07-01-2016, 11:50 PM
  #1
عبد الحفيظ
عضو فعال
 الصورة الرمزية عبد الحفيظ
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 847
افتراضي عمر بن الخطاب حياته في الجاهلية وتبدله من الكفر إلى الإيمان


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
من مصادر التشريع :
أيها الأخوة, مع الدرس الأول من سيرة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه, لا تنسوا أن النبي عليه الصلاة والسلام, يقول:
" فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " .
(أخرجه ابن ماجة عن العرباض بن سارية في سننه )
قبل أن نمضي في الحديث عن سيرته ينبغي أن نقف وقفة قصيرة عند حقيقة أساسية، هذه الحقيقة هي أن أصول الإسلام تبدأ بالقرآن الكريم، وهو وحي السماء إلى الأرض، وتأتي سنة النبي القولية بيان وتفصيل لهذا الأصل الأول, قال تعالى:
?لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ?
( سورة النحل الآية: 44 )
وتأتي سيرته العملية تجسيد لفهم النبي عليه الصلاة والسلام لكتاب الله, وتجسيد لبيان ما في كتاب الله الكريم، بقي في أصول الإسلام أصل رابع وهو أن صحابة رسول الله رضوان الله تعالى عليهم، رضي الله عنهم بنص القرآن الكريم، قد تقول: الشيخ محي الدين رضي الله عنه، وقد تذكر اسم عالم وتترضى عنه دعاء لا تقريراً، ولكن صحابة رسول الله رضوان الله تعالى عليهم، رضي الله عنهم رضاء تقريرياً، لا رضاء دعائياً، إذاً: هؤلاء الصحابة على كثرتهم يمثلون نماذج إيمانية كلُّها مقبولة, فهذا الغني، وهذا الفقير، وهذا الشيخ الكبير، وهذا الشاب الصغير، وهذا الذي نشأ في نعم لا تعد ولا تحصى، وهذا الذي هاجر، وهذا الذي مرض، وهذا الذي عَمَّر طويلاً، وهذا الذي مات في سن الشباب، هذا الذي مات حتف أنفه، وهذا الذي مات في ساحة المعركة، هؤلاء الصحابة الذين رضي الله عنهم على كثرتهم يمثلون النماذج الإيمانية التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن .
لذلك نحن مع عملاقٍ كبير من عمالقة الإسلام، والعملقة هنا عملقة إيمانية، مع عملاقٍ كبير من المؤمنين الذين عاصروا النبي عليه الصلاة والسلام, والذين صحبوه بصدقٍ وإخلاص، هذا الصحابي الجليل شخصيَّته شخصيةٌ فذَّة، كلما درسنا من سيرته تنكشف لنا جوانب لم نكن نعرفها من قبل، حتى إن علماء التاريخ في شتّى بقاع الأرض يحتفلون بهذا الخليفة العظيم، لأنه يمثّل أحد القيم الإنسانية الخالدة، وقد سمعت أنه في بعض البلاد الغربية متحف كبير مكتوب على بابه كهف العدالة، وفي هذا المتحف نماذج من سيرة هذا الخليفة الراشد .
مكانة عمر بن الخطاب في الجاهلية :
أيها الأخوة, كان يعقد في مكة سوق عُكاظ، أي مؤتمر أدباء، مؤتمر للشعراء، يتبــارى الشعراء فيما بينهم، ويعرضون قصائدهم على المؤتمرين و المشاهدين، وكان شيخ كبير من شيوخ هذا المؤتمر أو هذا السوق (عكاظ) قافلاً إلى بلدته، فالتقى بمن يقول له: " هل علمت النبأ العظيم يا أخا العرب؟ فقال هذا الشيخ: وأي نبأ عظيم؟ قال: ذلك الرجل الأعسر اليسر, ويتساءل الشيخ قائلاً: الذي كان يصارع في سوق عكاظ؟ قال: أجل هو, قال: ما باله يا فتى؟ قال: لقد أسلم واتبع محمدًا " .
إن الإنسان أحياناً يتحرك حركة لا يلتفت إليها أحد، وهناك أشخاص عظماء إذا تحركوا حركة ملؤوا الدنيا بأخبارهم، فهذا الصحابي الجليل كان شديد البأس في الجاهلية، ويفيق هذا الشيخ من دهشته, ويقول: " أما والحق ليوسعنهم خيراً أو ليوسعنهم شراً " يعني رأى شخصية فذة، قوية ، مصممة، همّتها عالية، والحقيقة لقد أوسعهم خيراً .
من سمات عمر بن الخطاب :
من سمات هذا الصحابي الجليل أنه كان إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، قالوا: " هذا الصحابي لم يخف قطُّ في حياته أبداً، ولم يختلج جنانه الصامد أمام رهبة أو فزع " هذا الصحابي الجليل تنطبق عليه الآية الكريمة:
?يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ?
( سورة فاطر الآية : 1 )
علماء النفس قالوا: " هناك تسعون بالمئة من الجنس البشري متوسطو القدرات، وخمسة بالمئة متفوقو القدرات، وخمسة بالمئة أيضاً مقصرون في قدراتهم " فكان هذا الصحابي الجليل من المتفوقين .
خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام :
النبي عليه الصلاة والسلام كان يدرك قيمة هذا الصحابي، قيمة هذا الرجل قبل أن يسلم ، النبي عليه الصلاة والسلام أوتي فهماً عميقاً، وأوتي إدراكاً دقيقاً، وأوتي خبرة في الأشخاص، هو يدرك أن هذا الإنسان لو أسلم لخرج منه خير كثير، هذا الكلام يسوقنا إلى تعليقٍ طريف هو أن المسلمين بعضهم عبء على الإسلام، وبعضهم الآخر الإسلام عبء عليهم، يعني يحملونه، ينهضون به، فإذا أردت أن تكون عند الله مرضياً لا تكن ممن يحملك الإسلام، بل كن ممن يحمل الإسلام, يحمله دعوة، يحمله تطبيقاً، يحمله خدمة، يحمله غيرة، يحمله نشراً، يحمله تجسيداً، شتَّان بين من يحمل الإسلام، وبين من يحمله الإسلام، هذا الصحابي كان لفترة زمنية من ألدّ أعداء الدين، من ألدّ أعداء النبي عليه الصلاة والسلام، ولا أدلّ على ذلك مِن أنه ذهب ليقتله، ويريح الناس منه، ولكن حينما أسلم كان من أكبر المدافعين عن الدين، ومن أكبر الصحابة الذي خدموا هذا الدين, لذلك كان عليه الصلاة والسلام يدعو ويقول:
" اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ " .
(أخرجه الترمذي عن ابن عمر في سننه)
وهذا يقودنا مرة ثانية إلى التفوّق، فلا تكن من عامة الناس، ولا تكن على هامش الحياة، ولا تكن إنساناً لا يقدم ولا يؤخّر، لا ينفع ولا يضر، لا يعرف أحدًا ولا يعرفه أحد، تفوّق لأن أبواب البطولة مفتّحة لكل الناس، والنظرية التي تقول: " بأن ذكاء الإنسان محدود, وأن قدراته محدودة هذه نظرية باطلة " حل محلها نظرية أخرى, وهي أن في الإنسان قدرات كامنة إذا فجرت جاءت بالمعجزات، وأنجزت الحضارات .
جدد إيمانك :
أيها الأخوة, الشيء الذي كان متاحاً للصحابة الكرام متاح لكم أيضاً، الله هوهو، كتابه بين أيديكم، فرص الأعمال الصالحة ما أكثرها, أعمال الدعوة، أعمال الخدمة، أعمال الإنفاق، أعمال الرعاية، والقوانين التي قنَّنها الله هي هي، إذا أخلصت له، وأقبلـت عليـه، واصطلحتَ معه ترى العجب العجاب، ترى العجب العجاب في سعادتك التي لم تكن تعرفها، في الطمأنينة التي كنت تفتقدها، في التوازن الذي كنت بحاجة إليه، في هذا اليسر في أعمالك الذي تلحظه بشكل صارخ, قال تعالى:
?فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى?
( سورة الليل الآية : 5-7)
ذكرت في درس من الدروس, أن الوعود التي وعد الله بها المؤمنين هي وعود من قِبل خالق الكون، ولزوال الكون أهون على الله من ألا تقع، فإذا لم تجدها فشك في إيمانك، بل جدد إيمانك، كما قال الله عزَّ وجل:
?فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ?
( سورة الذاريات الآية: 50 )
باب البطولة مفتوح :
سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه ألا يعد خامس الخلفاء الراشدين، سيدنا صلاح الدين الأيوبي الذي رد أوروبا بأكملها ألا يعد سادس الخلفاء الراشدين، إن باب البطولة مفتوح دائماً, ما عليك إلا أن تتحرك، وإلا أن تصدِق، وإلا أن تعطي ربّك كل جهدك وطاقتك، وكل قدراتك، وكلَّ ما تملك، وهذا معنى قوله تعالى:
?وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ?
( سورة البقرة الآية: 3)


اسمعوا مني هذه الحقيقة, إذا كنت داعياً إلى الله عزَّ وجل، فكلما كنت أشد صدقاً وإخلاصاً ساق الله إليك المخلصين الصادقين، وكلما كنت أقل إخلاصاً وأقل صدقاً التف حولك الأقل صدقاً وإخلاصاً، إذا أردت أن يكون حولك أناس طائعون لله عز وجل فكن أنت أسبقهم إلى طاعة الله عز وجل، لا يُعقل أن تتمنى على الله أُناساً أصدق منك، أو أطوع لله منك، أو أقرب إلى الله منك، أو أشد إخلاصاً منك، كنت أقول لكم هذا الدعاء دائماً: " اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني مني، اللهم إني أعوذ بك أن أقول قولاً فيه رضاك ألتمس به أحداً سواك، اللهم إني أعوذ بك أن أتزين للناس بشيءٍ يشينني عندك، اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك " .
( دعاء مأثور)
إذا بحثـت عن النخبة فمعك الحق، لأن هؤلاء النخبة يقدمون الشيء الكثير بجهد يسير, لشدة إخلاصهم .
سر الفرق بين هجرة النبي وهجرة عمر :
النبي عليــه الصلاة والسلام، شخص واحد، جاء الحياة وغادرها، وترك الهدى في معظم بلاد الأرض، قلب المجتمعات البشرية رأساً على عقب، نشر الفضيلة، نشر الرحمة، نشر الهدى وهو واحد، الله عزَّ وجل حاضر وناظر إليك، يقول عبد الله بن مسعود: " ما زلنا أعزةً منذ أسلم عُمر، كان إسلامه فتحاً، وكانت هجرته نصراً، وكانت إمارته رحمةً، وما نستطيع أن نصلّي بالبيت حتى أسلم عمر " .
لكن هذا الكلام إياكم أن تفهموه فهما آخر، أيكون عمر أشجع من رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ لا والله، كنا إذا حمي الوطيس كنا نلوذ برسول الله عليه الصلاة والسلام، فلم يكن أحد أقرب إلى العدو منه، لكن اسمعوا هذه الحقيقة: سيدنا عمر يمثّل نفسه، لكن النبي عليه الصلاة والسلام مشرع، فلو لم يأخذ الحيطة، ولو لم يأخذ الأسباب لعد اقتحام الأخطار سنة، ولعد أخذ الأسباب حراماً، هذا هو الفرق، سيدنا عمر ليس مشرعاً فإن أصاب فلنفسه، وإن أخطأ فعليها، لكن النبي عليه الصلاة والسلام مشرع، وهذا يقودنا دائماً إلى الفرق بين الحكم الشرعي والموقف النفسي، سيدنا الصديق شرب لبناً ثم علم بعد أن شربه أنه مال حرام فتقيأه، يا ترى تقيؤ الطعام حكم شرعي أم موقف شخصي؟ موقف شخصي يدل على شدة ورعه، سيدنا الصديق أعطى كل ماله لرسول الله عليه الصلاة والسلام، قال:

" يا أبا بكر ماذا أبقيت لنفسك؟ قال: الله ورسوله " .
( ورد في الأثر)
هذا موقف يدل على أعلى درجات التضحية، هل هو حكم شرعي؟ لا، لأن معظم الناس لا يستطيعونه ، الشرع جاء مع الخط العريض, مع الأكثرية المتوسطة لا مع الأقلية المتفوقة .
إليكم بياناً في وصف ما جاء في قوة الخطاب :
يقول بعض كتَّاب السير الذاتيـة: " في الجاهلية كانت حربه للإسلام تكاد وحدها تعدل أذى قريش جميعها, وفي الإسلام صارت حربه للوثنية تكاد تعدل مقاومة الإسلام بأسره " حجمه كبير جداً، إذا اتجه إلى الحق بكل إمكاناته، وحينما كان يحارب هذا الدين فحربه لهذا الدين تعدل حرب قريش كلها، وحينما حارب الوثنية بعد أن أسلم حربه يعدل مقاومة الإسلام كله للوثنية .
لذلك حينما يقول بعض العلماء: " هو عملاق الإسلام " وهو في الحقيقة كان عملاقًا في الشكل، كان فارع الطول، عريض المنكبين، قوي البنية، فبعض كتَّاب السير أرادوا أن يسحبوا هذه العَمْلَقة في جسمه إلى العملقة في إيمانه .




استنونى ها كمل






للوصول الينا ومتابعة كل جديداكتبي بمحرك البحث (منتدى عـدلات) او (3dlat)
عبد الحفيظ غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مذكرة حول تحورات النبات ووسط حياته للسنة الثانية متوسط الاستاذ العلوم الطبيعية للسنة الثانية متوسط 1 05-09-2015 05:59 PM
معلم الأمثال والحكم في الجاهلية ShRoOoq فروض و اختبارات سنة اولى ثانوي 0 03-16-2015 11:42 PM
حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنه , حفصة بنت عمر بن الخطاب عبد الحفيظ قصص الانبياء والرسل والصحابه 0 01-25-2015 07:30 PM
بنية القصيدة الجاهلية دراسة تطبيقية في شعر النابغة الذبياني الاستاذ منتدى السنة اولى ثانوي 0 12-13-2013 08:50 AM


الساعة الآن 08:26 PM