==========HEADCODE===========
التعليمـــات المجموعات التقويم

قسم تحضير دروس العلوم الاسلامية للسنة الثالثة ثانوي تحضير دروس العلوم الاسلامية للسنة الثالثة ثانوي

إضافة رد
أدوات الموضوع
إبحث في الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-26-2015, 10:06 PM
  #1
amine007
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2015
المشاركات: 2,221
افتراضي تحضير درس العلوم الاسلامية الصحة النفسية والجسمية في القرآن الكريم للسنة 3 ثانوي

تحضير درس العلوم الاسلامية الصحة النفسية والجسمية في القرآن الكريم للسنة الثالثة ثانوي


تمهيد :

لقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على الأمة الإسلامية لتعرف العقيدة السليمة، و العبادة الصحيحة،
ولكن هل بين لها فيه أسس الصحة النفسية والجسمية، و التي لا تستقيم الحياة إلا بمراعاتها، هذا ما
سنعرفه في هذه الوحدة.

قال الله تعالى:

[ (( الَّذِينَ آمَُنوْا وََتطْمَئِنُّ ُقُلوبُهُم بِذِكْرِ الّلهِ أَلا بِذِكْرِ الّلهِ َتطْمَئِنُّ الُْقُلوبُ)) [الرعد/ 28

يَا أَيُّهَا النَّاسُ َقدْ جَاءْتكم مَّوْعِظٌة مِّن رَّبِّكمْ وَشَِفاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمٌَة لِّْلمُؤْمِنِينَ))[يونس/ 57

((وَالَّذِينَ هُمْ لُِفرُوجِهِمْ حَافِظونَ{ 5} إِلَّا عََلى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مََلكتْ أَيْمَاُنهُمْ َفإِنَّهُمْ غَيْرُ مَُلومِينَ{ 6} فَمَنِ
ابَْتغى وَرَاء َذلِكَ َفأُوَْلئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{ 7} )) [المؤمنون 5


[ ((وَُننَزِّلُ مِنَ الُْقرْآنِ مَا هُوَ شَِفاء وَرَحْمَة لِّْلمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّخسَاراً)) [الإسراء/ 82

((وَيَسْأَُلوَنكَ عَنِ الْمَحِيضِ ُقلْ هُوَ أًَذى َفاعَْتزُِلوْا النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ َفإَِذا
تطهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْث أَمَرَكمُ اللّهُ إِنَّ الّلهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ اْلمَُتطهِّرِينَ )) [البقر ة / 222

((ُقل لِّْلمُؤْمِنِينَ يَغضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحَْفظوا ُفرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكى َلهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
يَصْنَعُونَ))[النور/ 30

((إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيَْتة وَاْلدَّمَ وََلحْمَ الْخنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغيْرِ الّلهِ بِهِ َفمَنِ اضْطرَّ َ غيْرَ بَاغٍ وَ َ لا عَادٍ فَإِنَّ
الّلهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) [النحل/ 115


(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَُنوْا َ لا َتْقرَبُوْا الصَّلاَة وَأَنُتمْ سُكارَى حَتَّىَ َتعَْلمُوْا مَا َتُقوُلونَ وَلا جُُنبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ
حَتَّىَ َتغَتسُِلوْا وَإِن ُ كنُتم مَّرْضَى أَوْ عََلى سََفرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء َفَلمْ َتجِدُوْا
مَاء َفَتيَمَّمُوْا صَعِيدًا طَيِّبًا َفامْسَحُوْا بِوُجُوهِكمْ وَأَيْدِيكمْ إِنَّ الّلهَ كَانَ عَُفوًّا َ غُفوراً )) [النساء/ 43

(({شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الُْقرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيَِّناتٍ مِّنَ اْلهُدَى وَاْلُفرَْقانِ َفمَن َ شهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ
فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عََلى سََفرٍ فَعِدٌَّة مِّنْ أَيَّامٍ أُخرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ اْليُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكمُ الْعُسْرَ
وَلُِتكمُِلوْا الْعِدََّة وَلُِتكبِّرُوْا الّلهَ عََلى مَا هَدَاكمْ وََلعَلَّكمْ تَشْكرُونَ }البقرة 185 )) [البقرة/ 185


شرح الكلمات :





الإيضاح و التحليل :
الإنسان مخلوق ضعيف ((وَ ُ خلِق الإِنسَانُ ضَعِيفا)) [النساء/ 28 ] و يرجع ضعفه إلى خصائص فيه و إلى خصائص في البيئة التي تؤويه فمهما تعاظم الإنسان فلن يخرق الأرض و لن يبلغ الجبال طولا.. و
مهما تزايدت قوته فلن يكون أقوى من الريح التي تعصف أو الرعد الذي يبرق أو البحر الذي يزبد أو
غيرها من قوى الطبيعة التي تغلبه لا محالة و رغم هذا فهو في حاجة إليها في طعامه و شرابه و
ملبسه و مسكنه و موطنه وملعبه و غير ذلك مما يميزه عن الطبيعة من حوله.

أولا : الصحة النفسية :
هي أن يكون الإنسان طبيعيا. و يفترض أن الإنسان في العادة يكون سويا و أن السواء بهذا ظاهرة
عامة و على هذا فإن السلوك يكون في حدود الطبيعي عندما لا توجد مؤشرات على سلوك شاذ
والصحة لهذه الصورة هي الممارسة الطبيعية للحياة. و يعتبر المرض هو الانحراف عن مسار الصحة
النفسية و الجسمية.
و المفهوم القرآني للصحة النفسية هو أقرب إلى هذا المفهوم الذي يلزم المسلم بما يلي:
- 1 الصحة الجسمية : (المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف) [رواه : مسلم]،
(علموا أولادكم الرماية والسباحة و ركوب الخيل) [رواه : البيهقي].
- 2 الصحة الروحية : من خلال تصحيح العقيدة ومن خلال التفاعل من مكونات النفس (النفس الأمارة
- النفس اللوامة).
- 3 المجتمع وسلامته : فالإسلام يهتم بالتربية بالتركيبات الاجتماعية المختلفة كالأسرة و الجماعة.
و بالتالي فالتفاعل بين هذه المكونات هو المفهوم القرآني الذي يؤدي في النهاية إلى صحة نفسية للفرد
المسلم.
- مفهوم النفس في القرآن الكريم : إن النفس في القرآن وردت بمفهوم الذات قال الله تعالى : ((وَ إِ ْ ذ
َقالَ مُوسَى لَِقوْمِهِ يَا َقوْمِ إِنَّكمْ َ ظَلمُْتمْ أَنُفسَكمْ بِاتِّخَاذِكُمُ اْلعِجْلَ َفُتوبُوْا إَِلى بَارِئِكمْ َفاْقُتُلوْا أَنُفسَكمْ َذلِكمْ خَيْرٌ
لَّكمْ عِندَ بَارِئِكمْ فَتَابَ عََليْكمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)). [البقرة/ 54

و قد ورد في القرآن صنوف النفس و هي جزء من مكونات النفس. و هي:
.[ - النفس الأمارة ((إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارٌَة بِالسُّوءِ)). [يوسف/ 53
.[ - والنفس اللوامة : و قد أقسم بها الله ((وََلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ))[القيامة/ 2
وقد ذهب المفهوم القرآني خطوة أوسع فاعتبر أن السلوك هو محل الحكم ((َفأَصْحَابُ الْمَيْمََنةِ مَا
أَصْحَابُ اْلمَيْمََنةِ، وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ اْلمَشأَمَةِ، وَالسَّابُِقونَ السَّابُِقونَ،أُوَْلئِكَ الْمُقَرَّبُونَ))
11 ].
و في تقويمنا لسلوك الآخرين فإن الإسلام اتجه إلى التقدير على ظاهر السلوك - [الواقعة/ 8
"أمرت أن آخذ الناس بالظواهر و على الله البواطن " بينما اتجه التحليل النفسي إلى البحث عن الدوافع
و تقويمها في اللاوعي الأمر الذي يوقع الإنسان في كثير من الأخطاء لأن ما بالداخل ما هو إلا دليل
قطعي عليه و ما هو إلا رأي الباحث وظنه.
و في صراع الإنسان النفسي بين النفس الأمارة و اللوامة فإنه يصل في النهاية إلى تغليب جانب الخير
في نفسه و هنا يصل إلى درجة من الاطمئنان النفسي يؤكدها إيمانه بالله و غيبه وقضائه و قدره و
اليوم الآخر و الملائكة و النبيين. و هنا تصبح ذاته مطمئنة تستحق أن توصف بلفظ (النفس
المطمئنة) فإن النفس المطمئنة هدف يقصده كل إنسان خروجا من الصراع النفسي الذي يعيشه.
المشاعر الداخلية و النية الحقيقية من ناحية و السلوك الخارجي العام كيف يحقق الإسلام الصحة النفسية
يحقق منهج الإسلام أركان الصحة النفسية في بناء شخصية المسلم بتنمية هذه الصفات الأساسية :

- 1 قوة الصلة بالله : و هي أمر أساسي في بناء المسلم في المراحل الأولى من عمره حتى تكون
حياته خالية من القلق و الاضطرابات النفسية.

- 2 الثبات و التوازن الانفعالي : الإيمان بالله يشيع في القلب الطمأنينة و الثبات و الاتزان ويقي
المسلم من عوامل القلق و الخوف و الاضطراب... قال تعالى ((يُثَبِّت اللّهُ الَّذِينَ آمَُنوْا بِاْلَقوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّْنيَا وَفِي الآخِرَةِ)) [إبراهيم/ 27 ]، ((َفمَن َتبِعَ هُدَايَ َفلا خَوْف عََليْهِمْ وَ َ لا هُمْ يَحْزَُنونَ)).
.[ [البقرة/ 38 ]. ((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِيَنة فِي ُقُلوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ)). [الفتح/ 4

- 3 الصبر عند الشدائد : يربي الإسلام في المؤمن روح الصبر عند البلاء عندما يتذكر قوله تعالى :
((وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَُقوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَُّقونَ)) [
،[ البقرة/ 177
و قول الرسول صلى الله عليه و سلم : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير و ليس ذلك لأحد إلا
للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) [رواه مسلم].

- 4 المرونة في مواجهة الواقع : و هي من أهم ما يحصن الإنسان من القلق أو الاضطراب حين يتدبر
قوله تعالى: ((وَعَسَى أَن َتكرَهُوْا َ شيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكمْ وَعَسَى أَن ُتحِبُّوْا َ شيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنُتمْ لا َتعَْلمُونَ)) [البقرة/ 216

- 5 التفاؤل وعدم اليأس : فالمؤمن متفائل دائما لا يتطرق اليأس الى نفسه فقد قال تعالى : ((وَ َ لا
َتيْأَسُوْا مِن رَّوْحِ الّلهِ إِنَّهُ َ لا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ الّلهِ إِلاَّ اْلَقوْمُ اْلكافِرُون)) [يوسف/ 87 ] ويطمئن الله المؤمنين
بأنه دائمًا معهم، إذا سألوه فإنه قريب منهم ويجيبهم إذا دعوه، ((وَإَِذا سَأََلكَ عِبَادِي عَنِّي َفإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوََة الدَّاعِ إَِذا دَعَانِ َفْليَسَْتجِيبُوْا لِي وَْليُؤْمُِنوْا بِي َلعَلَّهُمْ يَرْشدُونَ)) [البقرة/ 186 ] وهذه قمة الأمن
النفسي للانسان.

- 6 توافق المسلم مع نفسه : حيث انفرد الإسلام بأن جعل سن التكليف هو سن البلوغ للمسلم و هذه
السن تأتي في الغالب مبكرة عن سن الرشد الاجتماعي الذي تقرره النظم الوضعية و بذلك يبدأ المسلم
حياته العملية و هو يحمل رصيدًا مناسبًا من الأسس النفسية السليمة التي تمكنه من التحكم و
السيطرة على نزعاته و غرائزه و تمنحه درجة عالية من الرضا عن نفسه بفضل الإيمان و التربية الدينية الصحيحةالتي توقظ ضميره و تقوي صلته بالله.

- 7 توافق المسلم مع الآخرين : الحياة بين المسلمين حياة تعاون على البر و التقوى، و التسامح هو
الطريق الذي يزيد المودة بينهم و يبعد البغضاء، و كظم الغيظ و العفو عن الناس دليل على تقوى
الله و قوة التوازن النفسي : (( وَلا َتسَْتوِي الْحَسََنة وَ لا السَّيِّئَة ادَْفعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ َفإَِذا الَّذِي بَيَْنكَ وَ
بَيْنَهُ عَدَاوٌَة َ كأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَ مَا يَُلقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ مَا يَُلقَّاهَا إِ ّ لا ُذو حَظٍّ عَظِيم )) [فصلت / 34
.[35 -

- 8 التزكية و الأخلاق: ما أجمل أن يحيا الإنسان بين قوم يحبهم ويحبونه، و يألفهم ويألفونه، و حين
يفقد الإنسان هذا الحب في بيئته و مجتمعه فإنه يعيش في جحيم و تعاسة و عذاب نفسي و إن ملك الدنيا
كلها؛ لذلك لم يكن غريبًا أن يأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فيقول: (دلني على
عمل إذا عملته أحبني الله و أحبني الناس) [رواه : ابن ماجه]. و قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه
وسلم : ((َفبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ الّلهِ لِنت َلهُمْ وَ َلوْ ُ كنت َفظاً َ غلِيظ اْلَقْلبِ َ لانَفضُّوْا مِنْ حَوْلِكَ)) [آل عمران/
.[159

ثانيا : الصحة الجسمية :

الإنسان في القرآن الكريم هو خليفة الله في الأرض، و هو مخلوقه المكرم الذي أمر الملائكة فسجدت
له، وسخر له الأرض ليبني فيها و يعمر، هذه القيمة العظمى للإنسان في نظر الإسلام هي التي فرضت
إحاطة مخلوق الله المكرم بسياج من الضمانات التي قررتها الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية، لدرجة
أن العدوان على الإنسان هو اعتداء على المجتمع بأسره. و الصحة الجسمية في نظر القرآن الكريم
ضرورة إنسانية، و حاجة أساسية و ليست ترفا، أو أمرا كماليا، و لحياة الإنسان حرمتها، و لا يجوز
التفريط بها، أو إهدارها، قال تعالى : ((مِنْ أَجْلِ َذلِكَ َ كَتبَْنا عََلى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن َقَتلَ نَفْسًا بِغيْرِ
. َنفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ َفكأَنَّمَا َقَتلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا َفكأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)) [المائدة/ 32

- مظاهر عناية القرآن بصحة البدن : الإنسان مكون من جسد وروح، فبالجسد يتحرك الإنسان و
يحس، و بالروح يدرك و يعي، و يحب و يكره، و لكل من الجسد و الروح مقوماته و رغائبه،
فمقومات الجسد و رغائبه هي الطعام والشراب و غيرهما من الشهوات المادية واللذائذ الحسية، و قد
تعرض القرآن الكريم لهذه المقومات و الرغائب بالتهذيب للمحافظة على صحة الأجسام، فقد ورد في
القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة تعاليم واضحة للمحافظة على الصحة، أما مظاهر المحافظة على
الصحة فهي :

أ- تنمية القوة و توفير الصحة الإيجابية بمفهومها الحديث : إن صحة الأجسام و جمالها و نضرتها من
الأمور التي وجه الإسلام إليها عناية فائقة، واعتبرها من صميم رسالته.

ب- الإعفاء من الفروض : و إلى جانب تنمية قوة الجسم بصوره الإيجابية المختلفة، بمختلف أنواع
ألعاب القوى التي يعرفها العصر، فقد اهتم الإسلام بعدم تعريضصحة الأجسام إلى ما يضعفها، فقد أسقط في
ظروف خاصة، الفروضأو خفضها، و ذلك إذ أباح للمسافر فوق مسافة معينة الإفطار في الصيام، قال تعالى : ((َفمَن شهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَْ فَلْيَصُمهُْ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عََلى سََفرٍ فَعِدٌَّة مِّنْ أَيَّامٍ أُخرَ)) [البقرة/ 185 ]. هذا وقد نهى القرآن الكريم
.[ عن إتعاب الجسم و إنهاكه فقال الله تعالى ((وَ َ لا َتْقُتُلوْا أَنُفسَكمْ إِنَّ الّلهَ كَانَ بُِكمْ رَحِيمًا)) [النساء/ 29

ج - دعا الإسلام إلى تطبيق أسس الرعاية الصحية الثلاثة و هي الوقاية والعلاج والتأهيل كما أن الإسلام اعتنى بتنمية قوة الجسم، صحته، كذلك أوجب وقاية الجسم من حدوث الأمراضنتيجة لإهمال في قواعد الصحة العامة أو لتفريط في طعام أو شراب، أو لانغماس في ملذات حسية تضر بالصحة.

د - الوقاية من الأمراض: ففي مجال الصحة الشخصية كرم الإسلام جسم الإنسان، فجعل طهارته
التامة أساسا لابد منه لكل صلاة، و جعل الصلاة واجبة خمس مرات في اليوم، و كلف المسلم أن يغسل
جسمه كله غسلا جيدا ني أحيان كثيرة، وربط هذا الغسل بالعبادات، فلا تصح العبادة بدونه.
وفي الأحوال المعتادة اكتفى بغسل الأعضاء والأطراف التي تتعرض لغبار الجو ومعالجة شتى
الأشغال الحياتية، أو التي يكثر الجسم إفرازاته منها.
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَُنوْا إَِذا ُقمُْتمْ إَِلى الصَّلاةِ فاغسُِلوْا وُجُوهَكمْ وَأَيْدِيَكمْ إَِلى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوْا بِرُؤُوسِكمْ وَأَرْجَُلكمْ إَِلى اْلكعْبَينِ وَإِن كنُتمْ جُُنبًا َفاطَّهَّرُوْا)) [المائدة/ 6
و لن يتخذ الإلزام بالتطهر طريقة أقرب و أقوم من هذه التي شرع الإسلام لأنها تجعل المرء يعاود
الغسل و الوضوء، و لو كان نظيفا.
و من باب الوقاية من الأمراض حرم الإسلام شرب الخمر، لما لها من مضار على الصحة قال تعالى:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَُنوْا إِنَّمَا اْلخمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ َلعَلَّكمْ
ُتفْلِحُونَ))[المائدة/ 90 ]. هذا بالإضافة إلى مضارها على المجتمع فهي أم الكبائر.
و بالقياس فإن الإسلام يحرم تناول العقاقير و الأدوية التي تذهب بالعقل، كالحشيش و غيرها من
المواد...
و من باب الوقاية من الأمراض- فقد نهى الإسلام عن الإسراف في الطعام، قال تعالى: ((و ُ كُلوْا
[ وَا ْ شرَبُوْا وَ لا ُتسْرُِفوْا إِنَّهُ َ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) [الأعراف/ 31
ومن باب الوقاية من الأمراض فقد حرم الإسلام المتعة غير الشرعية إذ حرم الزنى لأنه يسبب أمراضا
معدية كثيرة، تفتك بجسم الإنسان، قال تعالى: ((وَ َ لا َتقْرَبُوْا الزَِّنى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشةً وَسَاء سَبِيلا))
.[ [الإسراء/ 32

الفوائد والإرشادات :

- 1 لقد اعتنى القرآن الكريم بصحة الإنسان سواء كانت نفسية أو جسمية.
- 2 النفس في القرآن الكريم إما نفس أمارة أو نفس لوامة أونفس مطمئنة.
- 3 اعتنى القرآن الكريم بالصحة الجسدية فدعى إلى تنمية القوة و توفير الصحة الإيجابية و إعفاء
المسلم من بعض الواجبات الدينية عند المرض...
- 4 دعوة القرآن الإنسان إلى تطبيق الأسس الصحية من وقاية و علاج و تأهيل.

* أسئلة التصحيح الذاتي :

تؤكد الإحصاءات العالمية أن نسبة الانتحار تزايدت في الآونة الأخيرة على مستوى العالم و خاصة
العالم المتقدم.. و تزداد هذه النسبة في الدول التي يتمتع فيها الفرد بأعلى مستوى معيشة في العالم.
- 1 ما هي الحلول التي وضعها الإسلام لعلاج هذه المشكلة الإنسانية؟
- 2 للعبادات من صلاة و صيام وزكاة وحج اثر كبير في علاج حالات التوتر والقلق و الاكتئاب و
ضح ذلك في بضعة اسطر؟
- 3 كرم الإسلام جسم الإنسان، فجعل طهارته التامة أساسا لا بد منها لكل عبادة بين ذلك موضحا
أثرها على الصحة الجسمية ؟

* أجوبة التصحيح الذاتي :
- 1 الحلول التي و ضعها الإسلام لعلاج مشكلة الانتحار :
أ/ جعل الإيمان بقضاء الله و قدره ركنا من أركان الإيمان، و لا يصح إيمان المرء حتى يؤمن بأن ما
أصابه ما كان ليخطئه، و ما أخطأه ما كان ليصيبه، و أن الكل بتقدير من الله تعالى.

ب/ أوجب على المسلم بأن يعتقد بأن هناك يوما سيجمع الله فيه الخلائق، فالدنيا ليست نهاية المطاف، و
سيستريح الإنسان من همومه بمجرد أن يخرج منها بالموت.

ج/ حرم الانتحار، و اعتبر المقدم عليه من أهل النار.

- 2 للعبادات من صلاة و صيام وزكاة وحج اثر كبير في علاج حالات التوتر و القلق و الاكتئاب :
إن العبادات بارة عن غذاء الروح، فكما أن الجسد يهزل و تصيبه الأمراض إذا لم ينل حظه من
الطعام، فكذلك الروح يصيبها الهزال و المرض إذا لم تنل حظها من الغذاء، و مرض الروح هو التوتر
و القلق و الاكتئاب، و أما طعامها فهو الأنس بالله، و مناجاته والشكوى له و دعاءه، و لا تجد الروح
مثل هذا الغذاء إلا في العبادات.

- 3 كرم الإسلام جسم الإنسان، فجعل طهارته التامة أساسا لا بد منها لكل عبادة : و يظهر ذلك جليا
في اشتراط الوضوء خمس مرات في اليوم لأداء الصلاة، كما يظهر أيضا في إيجاب الغسل من
الجنابة، و استحباب غسل الجمعة
.
amine007 غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
والجسمية, النفسية, الاسلامية, الكريم, العلوم, القرآن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحضير درس العلوم الاسلامية وسائل القرآن الكريم في تثبيت العقيدة الإسلامية amine007 قسم تحضير دروس العلوم الاسلامية للسنة الثالثة ثانوي 2 05-20-2016 08:22 PM
تحضير درس العلوم الاسلامية القيم في القرآن الكريم للسنة الثالثة ثانوي amine007 قسم تحضير دروس العلوم الاسلامية للسنة الثالثة ثانوي 0 10-26-2015 09:58 PM
تحضير درس العلوم الاسلامية موقف القرآن الكريم من العقل للسنة الثالثة ثانوي amine007 قسم تحضير دروس العلوم الاسلامية للسنة الثالثة ثانوي 0 10-26-2015 09:55 PM
درس العلوم الإسلامية الصحة الجسمية والصحة النفسية الثالثة ثانوي الاستاذ قسم العلوم الاسلامية السنة الثالثة تانوي 0 10-25-2014 07:46 PM
الصحة النفسية والجسمية في القرآن الكريم الاستاذ قسم العلوم الاسلامية السنة الثالثة تانوي 0 01-11-2014 12:34 PM


الساعة الآن 10:31 PM